عذرا يا أنا




يا أنت 
يوم التقينا في ذاك اليوم الخالد في ذاكرتي
ذات إبريل من سنة باتت عقابي الأبدي
كان المكان مزدحما بهم
لكنني حين رأيتك
تلاشوا جميعهم
أغفلتهم  عيناي كأنهم لا مرئيين
تبخروا من حساباتي
وحدك من أرى
وحدك من أحس
عبرت من جنبي
لفحني عطرك الدافئ
تُهتُ مني فما عدت أدرك هويتي
أصبحت أنت هويتي


ومضت الأيام بنا
ومضى حضورك الطاغي يسلبني عالمي
مأخوذة أنا بك
مذهولة بروعة تكوينك
مشغولة بأدق تفاصيلك
ومنهمكٌ أنت بالصمت حد اللا شعور بي!!!


لم أعرف وقتها سر القوى الخفية التي تشدني إليك بلا حساب
بلا حدود
بلا قيود
وحتى اللحظة أجهل ذاك السر...


و مع أن صمتك كان يقتل أي بارقة أمل في القرب منك
إلا أني ما تراجعت خطوة نحو البعد عنك
رفضك اللا معلن لي لم يحبط لهفتي عليك
ما شغلني تجاهلك لوجودي
لأني كنت أكثر انشغالا بالتوغل فيك.....
وما أرهقتني محاولات هروبك مني
لأني  كنت مرهقة فيك حد اللا إحساس بتهربك مني....





كنت كاتبا مبدعا.. وكنت مشروع كاتبة
عشقت حرفك
وراقت لك خربشتي
لم يكن حرفا يحمل عطر أناملك  يسقط مني
قرأتك كثيرا
فهمتك أكثر
علمت أنك لن تمر مرور الكرام في تاريخي
بعثت لك  ببعض خربشتي
باركتها بــ ابتسامة رضا
فكان إعجابك  بلغتي شهادة ميلاد قلمي....
ورحت أصوغ لك من العبارات ما لا أنتقيه
وأغدق  عليك في البوح  حد تقطع أنفاسي
فقط لأضمن حضوري المستمر في عالمك من خلال أحرفي
أحرفي التي ما كتبتها إلا  لأجلك ,,,إلا لك...
وبدأت  رسائلي تحلق  إليك متلهفة مشتاقة
تسابق اللحظات لترتمي بين يديك
تستجدي قبلة من عينيك
تستغيث بهمسة من شفتيك
وتتابعت رسائلي إليك....

وجاء يوم ما كان بالحسبان
أنا  لك عاشقة؟؟!!!!
أنا لك عاشقة؟؟؟!!!!
تبا يا أنا كيف خرجت الأمور عن سيطرتي ؟؟؟
كيف أفلتت مشاعري مني؟؟؟
وعلمت لحظتها أن كل ما كان ما هو إلا ترتيب قدري هيأني منذ لقائك لأكون عاشقة لك حد الفناء لأجلـــــــــــك...

وبدأت أنفاسي تفضح عشقي لك
ونبضات قلبي تهتك ستار المداراة
وجاء تجاهلك أشد وضوحا من عشقي المعلن رغم كل محاولات  إخفائي الفاشلة له...

وهزمتني نبضاتي أمامك
وخذلتني شجاعتي أمامك
وخانتني أشواقي أمامك
فــ  صحت بك يائسة مني
(أحبك)
ورحت أبرر لك ذنبي
(لا سلطة لنا على قلوبنا)
وكسرني صمتك ...

وأخذ عشقك يتفاقم في روحي
ليتفاقم تجاهلك
وكلما بكيت بين يديك
(أحبك فــ ارحم حبي)
 ينهرني صمتك
(خطأكِ تحمليه)؟!!!!
وأعود ألملمني  من على أعتاب تجاهلك
وأحتضن ببقايا كبريائي ما بعثرته مني
وأقسم بآخر أنفاس كرامتي
(ســ أنساك وأبدا لن أعود إليك)
 لكني أبدا لم أبر بقسمي ؟!!!
من حيث لا أدرك أجدني بــ  بابك  من جديد
كلما فررت منك وجدتني أفر إليك؟!!!
أضحت كل طرقات الهرب  منك تفضي إليك !!!
وتبعثرني
وتمزقني
وتهدرني
وألملمني
و أجمعني
و التقطني
عبثا أن أنجو منك
ومحالا أن تنقذني بك....

ورحلت؟!!!
تخيلت كثيرا ملامح حياتي وقت تمتطي الغياب  لتتركني خلفك أتوه في دوامة فقدك المميتة
كانت  ملامح بشعة جدا... مشوهة
لكن ما أحياه اليوم بعد رحيلك أشد بشاعة وأكثر تشوها من كل خيالاتي ...
وبحثت عنك
سألت عنك كل بشر
كل نسمة هواء
سألت عنك الأرض والسماء
وسقطتُ مني في ظلمة غيابك الموحشة
رحت أتخبط كــ  المذبوحة  بين جدران الوهم
كل يوم يستنزفني انتظارك الذي لا ينتهي
وتستهلكني محاولات التحايل الزائفة على واقع غيابك
في المساء أصبر القلب وأمني الروح
ســ   يعود غدا
ســ  يشرق به الغد
ويجيء الغد معتما
فلا أنت عدت
ولا أنا عدت
وتمضي ساعات النهار مقيتة
وأكرر ذات الأكاذيب
أعيدها على قلبي وروحي
يا لزيف أكاذيبي
وأظل واقفة ببابك
أطرقه بكل قواي
لكنك لا تجيب؟؟!!!
طال وقوفي ببابك
وطالت محاولات الجميع  لثنيي عن هدر ذاتي
يمرون بي كل حين
يشفقون على حالي
يرددون بأصواتهم المجروحة حزنا
(رحل ما عاد هنا)
لكنني أغلق أذني
أرفض تصديقهم
وأصرخ بهم بملأ وجعي
(بل هو هنا لكنكم لا تفقهون شيئا)
وأمام إصراري تنهار محاولاتهم
فيمضون ويدعوني وحدي مع بابك  الصامت أبدا
وها هو الباب سيدي
ينفتح ليكشف عن صدق يقيني
نعم ما شككت للحظة أنك هنا
وها أنت تطل بهيبة حضورك التي يوما ما كانت هيبة تشبهها وأبدا لن تكون
وها هي عيناك تتفحصني
كم اشتقت عيناك يا نبضي
وفي لحظة طال انتظاري لها تنفرج شفتيك عن عبارة أذهلتني
((من أنتِ))؟؟؟!!!!!!!
من أنا؟؟؟؟!!!!!
وددت الصراخ بك
أنا التي تحتضر منذ زمن على أبواب غيابك
أنا التي علقها رحيلك على مشانق الانتظار
أنا التي وضعتني لحظة رحيلك تحت مقصلة الترجي
وصلبتني على أبواب الاحتمالات
لكنني لم أقل شيء!!!
فقط ابتسمت !!!
ورحلت
كانت عيناي تنزف
وروحي تغادرني
ومع كل خطوة أخطوها في طريق البعد عنك تستشهد نبضة من نبضاتي المتيمة بك
وراح سؤالك المسموم ينتشر كالسرطان في خلاياي
((من أنتِ))؟؟؟

((إلى رجل ظننته يعرفني ...عذرا سيدي اتهمتك بما أنت بريء منه))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق