تفسير قوله (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تفسير قوله (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ)



فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ (89) سورة المائدة.

يقول سبحانه في سورة المائدة: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ(89) سورة المائدة. الآية، ويقول سبحانه في سورة البقرة: لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) سورة البقرة. والمعنى: أن الأيمان التي تمر على الإنسان بغير قصد لا يؤاخذ بها ولا كفارة عليها تجري على لسانه من دون قصد لعقدها في عرض كلامه، والله ما صار كذا، والله صار كذا، يتحدث من غير قصد اليمين، هذا هو اللغو في اليمين كما قالت عائشة وجماعة من السلف، لغو اليمين أن يقول الرجل لا والله أو بلى والله في عرض كلامه، أما إذا قصد في قلبه كسب قلبه بذلك، أراد بقلبه اليمين على أنه ما يفعل كذا، أو أنه يترك كذا، فهذا يؤاخذ بها إذا أخل بها عليه الكفارة؛ لأن الله قال: وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ (225) سورة البقرة, وفي المائدة: بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ (89) سورة المائدة. يعني بما قصدتم من عقدتها، وأردتم ذلك، فإذا قال والله لا أكلم فلاناً قاصداً, فإذا كلمه فعليه كفارة اليمين إطعام عشرة ساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإن عجز ولم يستطع صام ثلاثة أيام، أو قال والله ما أزور فلاناً, ثم زاره عليه كفارة اليمين، أو قال لزوجته والله ما تكلمين فلان، أو والله ما تخرجين من البيت اليوم، أو هذه الليلة، أو أبداً أو ما أشبه ذلك, إذا خرجت عليها كفارة اليمين، وهكذا ما أشبه ذلك؛ لأنها أيمان مقصودة قد كسبها القلب وعقَّدها صاحبها فيكون فيها الكفارة، والكفارة كما سمعتم في الآية الكريمة إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم يعني طعام وسط من التمر من الأرز من الحنطة إذا كان معه إدام أفضل، وهكذا إذا صنع لهم الطعام ودعوا إليه في البيت أو في المطعم غداءً أو عشاءً وجبة واحدة تكفي, وجبة واحدة، أو كسوتهم يكسوهم على............أو إزار ورداء للواحد، يعني قميص أو إزار ورداء، أو يعتق رقبة عبد وإلا عبدة, فإذا لم يستطع هذه الثلاث انتقل إلى الصوم صام ثلاثة أيام والأفضل أن تكون متتابعة، ثلاثة أيام والأفضل تتابعها، وقال بعض أهل العلم يجب تتابعها فالأفضل للمؤمن أن يتابعها هذه الثلاثة عند العجز عن الإطعام والكسوة والعتق. جزاكم الله خيراً.

فضيلة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق