قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ( اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ)أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
ما أجل هذا الحديث وأغزر فوائده، وأجمعه لخيري الدنيا والآخرة، فإن مجموع سعادة الدنيا والآخرة في حرص العبد على كل عمل ينفعه في دينه ودنياه مع استعانته بالله.
قوله صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك": الحرص: بذل الجهد لنيل ما ينفع من أمر الدين أو الدنيا ، والمعنى أي : اهتم بما ينفعك اهتمام الحريص الذي يحتاط كثيرا في الأمور
وهذه الكلمة جامعة ( على ما ينفعك ) أي : على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا
و النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالحرص على النافع، ومعناه أن نقدم الأنفع على النافع; لأن الأنفع مشتمل على أصل النفع وعلى الزيادة، وهذه الزيادة لا بد أن نحرص عليها
قوله صلى الله عليه وسلم: "واستعن بالله" الاستعانة: طلب العون، أي : توكل عليه والجأ إليه ، ولا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير
يقول الشيخ العثيمين : " ما أروع هذه الكلمة بعد قوله : احرص على ما ينفعك ؛ لأن الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا فإنه يتتبع المنافع ويأخذ بالأنفع ، وربما تغره نفسه حتى يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة بالله ، وهذا يقع لكثير من الناس ، حيث يعجب بنفسه ولا يذكر الله عز وجل ويستعين به ، فإذا رأى من نفسه قوة على الأعمال وحرصا على النافع وفعلا له ، أعجب بنفسه ونسي الاستعانة بالله "
يقول ابن رجب : " وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق ، فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصلحة ، ودفع مضرة ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان .... ، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات ، وترك المحظورات " .
وهذان الأمران وهما: الحرص والاستعانة قرينان لا ينفصلان، ومن عمل بالحرص والاستعانة فإنه موفق مسدد ولو حصل ما حصل؛ لأنه بذل الجهد والوسع، وبعد ذلك لا عتب عليه.
قوله: "ولا تعجز"
إذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل، اجتمع في هذا صدق النية بالحرص والعزيمة بعدم التكاسل
لأن بعض الناس يحرص على ما ينفعه ويشرع فيه، ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه
فبعد أن أمر المؤمن بالحرص على ما ينفع والاستعانة بالله في تحصيله، نهى عن ضد ذلك وهو العجز والكسل الذي تضعف معه الهمم وتهن العزائم، والذي ينتج منه الفشل والعاقبة الوخيمة.
فإذا سلك العبدُ الطرق النافعةَ، وحرص عليها واجتهد؛ لم تتم إلا بصدق اللجوء والاستعانة بالله على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على حَوله وقوَّته؛ بل يكون اعتمادُه التام بقلبِه وباطنِه على ربِّه؛ فإن كل خير إنما هو بتوفيقه وتسديده ومعونته، فالأسباب لا تنفع إن لم يجعلها نافعة، لأنه سبحانه خالق الأسباب والمسببات، فبذلك تهون المصاعب، وتتيسر له الأمور، وتحصل له الثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا.
ذكر في ترجمة الكسائي أنه بدأ في طلب علم النحو ثم صعب عليه، فوجد نملة تحمل طعاما تريد أن تصعد به حائطا، كلما صعدت قليلا سقطت، وهكذا حتى صعدت; فأخذ درسا من ذلك، فكابد حتى صار إماما في النحو.
فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها وسلك أسبابَها وطرقَها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كمالَه وعنوان توفيقه.
ومتى فاته واحدٌ من هذه الأمور الثلاثة؛ فاته من الخير بحسبها.
فمَن لم يكن حريصًا على الأمور النافعة، بل كان كسلانًا عن النافع له في أمور دينِه ودنياه؛ لم يدرك شيئًا.
فالكسل أصل الخيبة والفشل.
فالكسلان لا يدرك خيرًا، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بِدِين ولا دنيا.
ومن كان حريصًا لكن على غير الأمور النافعة -إما على أمور ضارة، أو أمور مفوِّتة للمنافع والكمال-؛ كان ثمرة حرصه الخيبة وفوات الخيرات، وحصول الشرور و المضرَّات.
« احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز »
هذا هو أصل سعادة الإنسان، وهو حرصه على ما ينفعه واستعانته بالله -عز وجل- وعدم العجز، والإنسان لا قوة له ولا حول إلا بالله -عز وجل-، لا حول ولا قوة إلا بالله، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ فمن عمل بحوله فهو مخذول وعمله لا قيمة له.
فيالها من كلمات عظيمة اجتمع فيها خيري الدنيا والآخرة ، لمن فهمها وعمل بها
و الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما أجل هذا الحديث وأغزر فوائده، وأجمعه لخيري الدنيا والآخرة، فإن مجموع سعادة الدنيا والآخرة في حرص العبد على كل عمل ينفعه في دينه ودنياه مع استعانته بالله.
قوله صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك": الحرص: بذل الجهد لنيل ما ينفع من أمر الدين أو الدنيا ، والمعنى أي : اهتم بما ينفعك اهتمام الحريص الذي يحتاط كثيرا في الأمور
وهذه الكلمة جامعة ( على ما ينفعك ) أي : على كل شيء ينفعك سواء في الدين أو في الدنيا
و النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالحرص على النافع، ومعناه أن نقدم الأنفع على النافع; لأن الأنفع مشتمل على أصل النفع وعلى الزيادة، وهذه الزيادة لا بد أن نحرص عليها
قوله صلى الله عليه وسلم: "واستعن بالله" الاستعانة: طلب العون، أي : توكل عليه والجأ إليه ، ولا تنس الاستعانة بالله ولو على الشيء اليسير
يقول الشيخ العثيمين : " ما أروع هذه الكلمة بعد قوله : احرص على ما ينفعك ؛ لأن الإنسان إذا كان عاقلا ذكيا فإنه يتتبع المنافع ويأخذ بالأنفع ، وربما تغره نفسه حتى يعتمد على نفسه وينسى الاستعانة بالله ، وهذا يقع لكثير من الناس ، حيث يعجب بنفسه ولا يذكر الله عز وجل ويستعين به ، فإذا رأى من نفسه قوة على الأعمال وحرصا على النافع وفعلا له ، أعجب بنفسه ونسي الاستعانة بالله "
يقول ابن رجب : " وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق ، فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصلحة ، ودفع مضرة ، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان .... ، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات ، وترك المحظورات " .
وهذان الأمران وهما: الحرص والاستعانة قرينان لا ينفصلان، ومن عمل بالحرص والاستعانة فإنه موفق مسدد ولو حصل ما حصل؛ لأنه بذل الجهد والوسع، وبعد ذلك لا عتب عليه.
قوله: "ولا تعجز"
إذا اجتمع الحرص وعدم التكاسل، اجتمع في هذا صدق النية بالحرص والعزيمة بعدم التكاسل
لأن بعض الناس يحرص على ما ينفعه ويشرع فيه، ثم يتعاجز ويتكاسل ويدعه
فبعد أن أمر المؤمن بالحرص على ما ينفع والاستعانة بالله في تحصيله، نهى عن ضد ذلك وهو العجز والكسل الذي تضعف معه الهمم وتهن العزائم، والذي ينتج منه الفشل والعاقبة الوخيمة.
فإذا سلك العبدُ الطرق النافعةَ، وحرص عليها واجتهد؛ لم تتم إلا بصدق اللجوء والاستعانة بالله على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على حَوله وقوَّته؛ بل يكون اعتمادُه التام بقلبِه وباطنِه على ربِّه؛ فإن كل خير إنما هو بتوفيقه وتسديده ومعونته، فالأسباب لا تنفع إن لم يجعلها نافعة، لأنه سبحانه خالق الأسباب والمسببات، فبذلك تهون المصاعب، وتتيسر له الأمور، وتحصل له الثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا.
ذكر في ترجمة الكسائي أنه بدأ في طلب علم النحو ثم صعب عليه، فوجد نملة تحمل طعاما تريد أن تصعد به حائطا، كلما صعدت قليلا سقطت، وهكذا حتى صعدت; فأخذ درسا من ذلك، فكابد حتى صار إماما في النحو.
فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها وسلك أسبابَها وطرقَها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كمالَه وعنوان توفيقه.
ومتى فاته واحدٌ من هذه الأمور الثلاثة؛ فاته من الخير بحسبها.
فمَن لم يكن حريصًا على الأمور النافعة، بل كان كسلانًا عن النافع له في أمور دينِه ودنياه؛ لم يدرك شيئًا.
فالكسل أصل الخيبة والفشل.
فالكسلان لا يدرك خيرًا، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بِدِين ولا دنيا.
ومن كان حريصًا لكن على غير الأمور النافعة -إما على أمور ضارة، أو أمور مفوِّتة للمنافع والكمال-؛ كان ثمرة حرصه الخيبة وفوات الخيرات، وحصول الشرور و المضرَّات.
« احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز »
هذا هو أصل سعادة الإنسان، وهو حرصه على ما ينفعه واستعانته بالله -عز وجل- وعدم العجز، والإنسان لا قوة له ولا حول إلا بالله -عز وجل-، لا حول ولا قوة إلا بالله، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ فمن عمل بحوله فهو مخذول وعمله لا قيمة له.
فيالها من كلمات عظيمة اجتمع فيها خيري الدنيا والآخرة ، لمن فهمها وعمل بها
و الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق