أخذت كعادتها بالريموت تقلب بين القنوات وبينما هي تقلب بين تلك القنوات
شد انتباهها طفل في إحدى القنوات
يسأله المذيع ويجيب .. يجيب عن ماذا !!
عن مسيرته في حفظ القران سأله المذيع عن عمره فإذا هو لم يتجاوز التاسعة من العمر وقد حفظ القران كاملاً ثم تلا الطفل آيات من القران الكريم ...
أخذت دموع تلك الفتاة تنهال على خدها
وقلبها يتعصر حسرة وندم
عندما رأت هذا الطفل الذي لم يتجاوز التاسعة وقد حفظ القران كاملا وهي قد تجاوزت العشرين ولم تحفظ من القران سوى ما تردده أمام الأستاذة في المدرسة ...
نعم من حق تلك الفتاة أن تبكي ومن حقنا جميعا أن نبكي ونتحسر ونتألم ..
فأعمارنا قد تجاوزت الخامسة عشر ومنا من تجاوز العشرين ومنا من تجاوز الثلاثين ومنا من تجاوز الاربعين ولم نحفظ سوى آيات نرددها في الصلاة ...
لنلتفت قليلا إلى الوراء
سنين مرت مسرعه
ماذا عملنا بها وكم حفظنا من القران ..
من الشباب من تسأله عن اسم أغنيه فيردد آبيات تلك الأغنية واحد تلو الأخر
وإن تسأله عن سورة من سور القران لا ينطق شيئاً ...
يا سبحان الله !!
لا نعلم ماذا تخبىء لنا الأيام القادمة من الأحداث ولا نعلم في أي يوم من تلك الأيام تقف أنفاسنا
( مَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " ) [ لقمان:34] .
فربما نودع الحياة بعد سنه
أو شهر
أو يوم
او ربما الآن
( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ )
نعمل في هذه الدنيا بجد ونصرف جهدنا لكسب المال ..
جمع المال هو هدفنا وعملنا في هذه الدنيا ونحقق كلمه لطالما نرددها [ نجمع المال لنؤمن على مستقبلنا ]
فهل
[ حفظنا القران لنؤمن على أخرتنا ] ؟؟؟
ما أجمل أن نحفظ القران كاملا ونطبق حدوده ونعيش في هذه الدنيا بكل سعادة لا يهمنا شيء في هذه الدنيا ..
وإذا أتنا الموت في أي لحظه نكون مطمئنين لأننا حفظنا كتاب الله وطبقنا أحكامه
وبذلك كسبنا دنيانا وأخرتنا معاً ..
ولم أنسى مقوله قالها الحسن البصري العابد الزاهد :
ياابن ادم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا
ولا تبع أخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا
ياابن ادم .. طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك .,...واعلم انك لم تزل في هدم عمرك
منذ سقطت من بطن أمك ...
أعود وأكرر إن لم نبدأ الآن في حفظ القران فمتى سنبدأ ؟
لنبدأ الآن منذ هذه اللحظة لنبدأ قبل فوات الأوان
لنتوكل على الله ونمسك بالمصحف ونبدأ في الحفظ مستعينين بالله
لنقرأ الآيات بكل تدبر وخشوع ونطبق أحكامها لننال رضا الله عز وجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق