سجين في الجنة


تبعثرت أوراقي
تعثّرت أقلامي
حملتني أوهامي
الى الارخبيل المجهول
موطن العنقاء والغول
فروةٌ خضراءٌ من سروٍ
تغوّل في أفق السّماء
لا بشرٌ يردعهُ
ولا منشار يقطعهُ
وشلاّلات تنحدر من قبر آدم
بين الأرض والسماء
وغلالةُ وردٍ
تبرّجت في حضن ساحرة
في نحر عذراء حائرة
تفتّقت من خصرٍ نحيلٍ
بين نهودٍ ثائرةٍ
وخدود تلامس شمس الاصيل
تحضن اكمام ورد جائرة
**
وأنا اتنقّل في الغاب
عبرت النهر على بقايا قارب مكسور
قادني الى خمائل يمّ كهف مهجور
ساكن صامت
ولكن في سكونه حكايات
وفي صمته روايات
وقابلني ذلك الغول
فاجأني ولكنه هدّأني
افزعني وسرعان ما آنسني
وسألني :
عمّا تبحث ؟
قلت له :
ابحث عن الناس
والوسواس الخنّاس
عن المقاهي والملاهي
عن الأحزاب والنوّاب
عن آيدل عرب
عن جرعات الكذب
عن شارع الهرم
والزحام
عن مهرّج للبيع
يشبه عادل امام
فقال :
موطني ليس مكبّا للنفايات
ولا الوجوه المعشّبة بالملوّثات
كيف دخلت موطني وانت معفّر بالوان
الحضارة والدّعارة؟

قال وهو يخلع سنّهُ :
انت سجينٌ
ولكنّك في الجنّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق